رئيس وزراء مصر يفتتح تسليم مشروع “مجرى العيون أرابيسك الفسطاط” التاريخي

في حدث تاريخي وبارز، افتتح رئيس وزراء مصر، مصطفى مدبولي، بالتعاون مع وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، شريف الشربيني، رسمياً تسليم مشروع “مجرى العيون أرابيسك الفسطاط”. جاء ذلك في مراسم احتفالية أكدت على أهمية هذا المشروع المميز، الذي يهدف إلى دمج تراث مصر الثقافي الغني مع التحديث العمراني في قلب القاهرة، ليكون بمثابة حجر الزاوية لتنمية الحضرية المستدامة في المدينة.

يشمل مشروع “أرابيسك الفسطاط” الذي تم تطويره بواسطة شركة “إينوفو” بناء 79 مبنى عصري داخل سور مجرى العيون، الذي يمثل معلماً تاريخياً مهماً يعود تاريخه لأكثر من 800 عام، وكان قد أُنشئ في عهد السلطان العيون. يُعتبر هذا المشروع خطوة محورية نحو الحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة، وفي الوقت ذاته، يعزز من بنية المدينة التحتية ويوفر فرص عمل جديدة، مما يسهم في تحفيز الاقتصاد المحلي.

تراث معماري وابتكار حضري:

يعد مشروع “مجرى العيون أرابيسك الفسطاط” تجسيداً لدمج التراث المصري القديم مع التقنيات المعمارية الحديثة. إذ يسعى المشروع إلى إعادة إحياء منطقة مجرى العيون التاريخية وإعطائها طابعاً معاصراً، مما يعكس قدرة مصر على دمج الماضي بالمستقبل في مشهد معماري مميز. فبينما تم الحفاظ على الخصائص الفريدة والروح التاريخية للمنطقة، فإن المشروع يشتمل على تطويرات حضرية تهدف إلى توفير مساحات سكنية حديثة وملائمة لاحتياجات السكان والمستثمرين.

وقد أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، في كلمته خلال حفل الافتتاح، أن المشروع يمثل نقطة تحول حقيقية في مسيرة التنمية العمرانية في مصر، قائلاً: “اليوم، نحتفل بنجاح دمج كنوز مصر التاريخية مع التنمية المستقبلية. يمثل مشروع “أرابيسك الفسطاط” التزاماً من أمتنا بالحفاظ على تراثنا الثقافي مع تبني مستقبل التنمية الحضرية المستدامة”.

وتابع مدبولي: “إن هذا المشروع ليس مجرد تطوير عمراني، بل هو فرصة لتحقيق توازن بين الحفاظ على ملامح تاريخية غنية واستدامة بيئية واقتصادية في قلب العاصمة”.

خطوة نحو التنمية المستدامة:

من جانبه، أكد وزير الإسكان شريف الشربيني أن مشروع “أرابيسك الفسطاط” يعد خطوة أساسية في مسيرة التنمية الحضرية بمصر، قائلاً: “مجرى العيون ليس مجرد مشروع عمراني، بل هو رؤية متكاملة لربط التاريخ العريق بالقيم الحديثة في العمران، مما يعكس تطلعات مصر نحو المستقبل في إطار من الحفاظ على التراث”. وأضاف أن المشروع يسهم في تعزيز قدرة القاهرة على استيعاب النمو السكاني والحضري، ويؤكد على أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تطوير بيئات عمرانية قائمة على الاحتياجات المستقبلية.

تحقيق التوازن بين الأصالة والتطوير:

يعتبر مشروع “أرابيسك الفسطاط” مثالاً رائعاً على قدرة الشركات والمطورين على تحقيق توازن بين الحفاظ على التراث وابتكار حلول عمرانية حديثة. فقد تم تصميم المشروع بعناية فائقة لضمان عدم التأثير سلباً على العناصر التاريخية في المنطقة، بينما يتم تحديث البنية التحتية بما يتماشى مع أعلى معايير الاستدامة والراحة المعاصرة.

وأكدت المهندسة مني عبد السلام، رئيس جهاز مجري العيون، على أهمية هذا المشروع الاستراتيجي قائلة: “إن بناء هذه الـ 79 مبنى لا يعزز فقط البنية التحتية في هذه المنطقة، بل يساهم أيضاً في تحسين المشهد العمراني في القاهرة من خلال توفير سكن عصري مع الحفاظ على القيم الثقافية العميقة التي تميز بلدنا”. وأضافت أن المشروع يساهم في تحقيق رؤية الدولة للحد من الفجوة العمرانية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين في قلب القاهرة.

دور “إينوفو” في المشروع:

على الجانب الآخر، صرح سامح سيفين، المدير العام لشركة “إينوفو”، بأن المشروع يحمل طابعاً مميزاً من حيث الجمع بين الأصالة والحداثة في التصميم والبناء. وقال: “مشروع مجرى العيون يُبنى في منطقة تاريخية غنية بالتراث، ونحن فخورون بتقديم هذا المشروع الذي يعكس التزامنا بالحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة، بينما يعزز التنمية المستدامة ويُحسن جودة الحياة للمجتمع”. وأضاف أن “إينوفو” عملت عن كثب مع السلطات المحلية ومعنيين بالحفاظ على التراث لضمان أن يظل المشروع وفياً لطابع المنطقة التاريخي في الوقت الذي يتم فيه تحسين بيئة المعيشة بها.

وقد صرحت “إينوفو” بأن إتمام وتسليم هذا المشروع البارز يشكل علامة فارقة في مسيرتها المستمرة لتقديم حلول عمرانية مبتكرة تأخذ بعين الاعتبار احترام تاريخ البلاد. وقد تميزت الشركة في تطوير مشاريع في العديد من المدن الكبرى عبر مختلف القارات، مع التركيز على تقديم مشاريع تتسم بالكفاءة والاستدامة، فضلاً عن مراعاة تأثيراتها البيئية والاجتماعية.

التوقعات المستقبلية للمشروع:

من المتوقع أن يصبح مشروع “مجرى العيون أرابيسك الفسطاط” وجهة رئيسية للسياح والمقيمين على حد سواء، حيث يجسد الاندماج بين ماضي مصر العريق ومستقبلها الديناميكي. سيوفر المشروع بيئة سكنية حيوية وحديثة، تساهم في خلق مجتمع جديد يراعي الحفاظ على التراث والتاريخ، في نفس الوقت الذي يتيح الفرص الاقتصادية الحديثة. كما من المتوقع أن يسهم المشروع في تحسين معيشة المواطنين، وتعزيز القطاع السياحي، وزيادة النشاط التجاري في المنطقة.

إينوفو: شركة رائدة في الابتكار العمراني:

تعد “إينوفو” من الشركات الرائدة في مجال البناء والابتكار عبر بيئات البناء، حيث تتخصص في التصميم والهندسة والبناء وتطوير المشاريع العقارية وتمويل البنية التحتية عبر أربع قارات. ولدى الشركة أكثر من 35 عاماً من الخبرة في منطقة الشرق الأوسط، وتضم محفظتها مجموعة واسعة من المشاريع الكبيرة والمتنوعة، بما في ذلك الأبراج الشاهقة، المشاريع السكنية الفاخرة، مرافق التعليم، والمراكز التجارية.

وتسعى “إينوفو” في جميع مشاريعها إلى تقديم حلول مبتكرة ومستدامة تلبي احتياجات المجتمع وتحترم البيئة المحيطة، مع الاهتمام بالجوانب الثقافية والمعمارية التي تميز كل مشروع.