عصام متولي يطالب بتطوير الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى لتحفيز الاستثمارات في مشروعات القطاع

أكد خبير تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي الدكتور عصام متولي، العضو الكبير الفخري مدى الحياة في معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات الأمريكي (IEEE)، ورئيس شركة «Ai Tech 4 U» بدبي، أن ما يُعرف بـ “فقاعة الذكاء الاصطناعي” التي يكثر الحديث عنها حاليًا تتركز في الاقتصادات الغربية، وبالأخص في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تشهد الأسواق هناك تضخمًا مبالغًا فيه في تقييم الشركات الكبرى العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، دون أن يقابله نمو فعلي في حجم الأعمال أو الإيرادات التشغيلية.
وأوضح د. متولي، أن هذه الظاهرة تمثل حالة تضخيم استثماري مبكر تشبه ما حدث في فقاعة الإنترنت خلال تسعينيات القرن الماضي، حين قفزت تقييمات الشركات التقنية قبل أن تثبت قدرتها على تحقيق الأرباح المستدامة.
وأضاف أن ثورة الذكاء الاصطناعي مازالت في بداياتها، وأنها تمثل نقلة حضارية كبرى ستقود العديد من مجالات الحياة والإنتاج خلال العقد القادم، لكنها لم تصل بعد إلى مرحلة النضج الكامل، ومن ثم فإن الحديث عن “فقاعة كبرى” في هذه المرحلة يُعد سابقًا لأوانه.
وأشار إلى أن علامات الفقاعة بدأت بالظهور في مطلع عام 2025، حين قدّمت شركة DeepSeek الصينية نموذجًا متقدمًا للذكاء الاصطناعي أثبت أن أداء الخوارزميات يمكن أن ينافس منتجات OpenAI الأمريكية بكلفة أقل وموارد حوسبة محدودة، مما قلّل الاعتماد على البنية العملاقة لمراكز البيانات ومعالجات NVIDIA باهظة الثمن. وأضاف أن هذا التطور المفاجئ أحدث صدمة في الأسواق الأمريكية وأدى إلى تراجع حاد في أسهم كبرى الشركات العاملة في الذكاء الاصطناعي، وبدأت معه مرحلة من إعادة التقييم الواقعي لقيمة هذه الشركات بعد موجة التفاؤل المفرط.
وشدّد د. عصام متولي على أن تأثير هذه الفقاعة يظل محدودًا في الاقتصادات الغربية، بينما يمثل الذكاء الاصطناعي في مصر والمنطقة العربية فرصة للنمو والإنتاج لا مصدر قلق.
وأوضح أن مصر تسير في اتجاه مختلف يركّز على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجالات التصنيع والزراعة والطاقة والتعليم، وعلى توطين صناعة الرقائق الإلكترونية كمكوّن أساسي لهذه الثورة، مؤكدًا أن “الذكاء الاصطناعي في مصر مازال في طور التأسيس لا التضخيم، ولذلك فهو بعيد تمامًا عن مخاطر الفقاعة”.
وفي ختام حديثه، أشار د. متولي إلى أن نجاح الخطط الاستراتيجية لمصر في مجالي الذكاء الاصطناعي وتصنيع الرقائق الإلكترونية يتطلب، إلى جانب جهود الصناديق السيادية، شراكات مع شركات عالمية كبرى، وكذلك انخراط المستثمرين الوطنيين البارزين من المهتمين بالتكنولوجيا مثل ساويرس، ومنصور، وأبو هشيمة، والسويدي، والعربي.
وأكد أن مثل هذه الشراكات تمثل خطوة استراتيجية لتحويل “الفقاعة العالمية” إلى فرصة إنتاجية حقيقية داخل مصر، بما يجعلها مركزًا إقليميًا لصناعة العقول الإلكترونية ويؤسس لتحول صناعي ومعرفي بعيد عن المضاربات وقائم على الإنتاج والتصدير