ملتقى المرأة بالجامع الأزهر الشريف يعقد ملتقاه الأسبوعي عن أمانة الكلمة و يوضح خطورة الكلمة في الشريعة والقانون

عقد الجامع الأزهر الشريف الحلقة الثانية من الموسم الثالث عشر من برامجه الموجهة للمرأة والذي يأتي تحت عنوان : نحو مجتمعٍ راقٍ في ضوء الشريعة والقانون وذلك برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور / أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ، وبتوجيهات الدكتور / محمد الضويني وكيل الأزهر ، وبإشراف الدكتور / عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري ، والدكتور / هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر .

وتأتي الندوة الثانية من البرنامج الثالث عشر بعنوان : أمانة الكلمة ويحاضر فيها كلا من :
الأستاذة الدكتورة / هبة عوف أستاذ التفسير بجامعة الأزهر ، و الأستاذة الدكتورة / تهاني أبو طالب أستاذ القانون المدني بجامعة الأزهر ، وأدارت الندوة الأستاذة الدكتورة / سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر الشريف .

د. هبة عوف :
الكلمة لها شأنٌ عظيم في استقرار الأوطان وهدمها وهو ما أكده القرآن الكريم والسنة النبوية .
الحمد لله رب العالمين الحمد لله القائل فى كتابه :
بسم الله الرحمن الرحيم ” يا ايها الذين آمنوا إتقو الله وقولو قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ” صدق الله العظيم .
اتعرف ما معنى الكلمة ؟
مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمه
وقضاء الله هو كلمه
الكلمة لو تعرف حرمه زاد مزخور
الكلمة نور وبعض الكلمات قبور
وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان بين نبي وبغي ، بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة عيسى ما كان سوى كلمة
أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية .
إن الكلمة مسؤولية إن الرجل هو الكلمة ، وشرف الرجل هو كلمة ومعجزة النبى صل الله عليه وسلم كانت كلمه .
جراحات الأسنان تلتئم ولكن جراحات اللسان وما ادراك ما اللسان فبسبب سوء وقسوة الكلمه الجراح التى تتسبب فيها ليس لها إلتئام لأن آثارها على النفس شديدة وقوية .
الأمانة تشمل الأقوال والأفعال فالكلمة أمانة ، الكلمة لها أسنان وانياب ، فالكلمة الطيبة يد تطبطب وتلقى القلب وتسعده، الكلمة ممكن أن تمنع بها إنسان مقدم على الإنتحار ، أو تجعل أم تكره بيتها وابنائها .
الكلمة يمكن أن تبنى مجتمعٍ او تهدمه ، ” وما يلفظ من قولا إلا لديه رقيب عتيد ” فمن كثر كلامه كثر لغطه لذالك هي خطيرة جدا ، لماذا أكثر أهل النار هم من النساء ؟ بسبب حصاد السنتهن لذلك لابد من التدقيق وأن لا نقول إلا الحق ولا نكذب ، للأسف أصبحنا نردد كلام الظالم ولا نقف بجوار المظلوم وهذا ظلم وخطاء كبير ، لا يكذب إلا المنافقين .
كلنا نتذكر حادثة الإفك عندما إفتعلها المنافقين وقامو بتشويه زوجة وحبيبة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم السيدة عائشة رضي الله عنها وإرتكابها الفاحشة وعندما بكت لكن الله نصرها ونصفها بأيات من القرأن الكريم سورة النور تخبر ببراءتها وتم تطبيق حد القذف بمن اشاعو ذلك الافتراء.
من الأحاديث الجامعة التي تبين جانبا من حقوق المسلمين بعضهم على البعض ، وتؤسس مبدأ التآخي والذي يعد خصلة من خصال الإيمان ، إن لم يكن دلالة على كمال الإيمان ، جاء في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عن قال : أن النبي ﷺ قال : ‌ ” المسلم ‌من ‌سلم المسلمون من لسانه ويده ”
واشتمل هذا الحديث الشريف على معان تربوية وإيمانية كبيرة إلى جانب تأصيله للمسائل الفقهية.

كما أوضحت د . هبة عوف : أن من أسباب غياب أمانة الكلمة الجهل بالدين وليس العلم ، فقد يوجد إنسان غير متعلم ، ويفهم ويلتزم بتعاليم الدين والأحاديث ،
يجب أن نستخدم الكلمة فى مرضاة الله تعالى ونرضي بما قسمه لنا ونتذكر دائما أن الكلمة أمانة يمكن أن تدخلنا الجنة أو النار .

كما أوضحت د .هبة عوف طُرُق الوصول إلى أمانة الكلمة والآثار المرتبة عليها ، وأسباب غيابها ، وذكرت أن الكلمة ليست شيئا يلفظ ثم يمحي بل هي ذات شأن عظيم ولها تبعات دنيوية وأخروية ، فالكلمة أمانة ونحن مسئولون بين يدي الله سبحانه وتعالى
عن هذه الأمانة فكم مِنْ رجال ونساء غيبتهم اللحود ومازالت كلماتهم سراجا منيرا .

د . تهانى ابو طالب :
القانون أستوجب تحري الدقة في الكلمة وتداولها بين الناس لما لها من أثر كبير في المجتمع .
أثر الكلمة فى القانون وكيف تعامل القانون مع أمانة الكلمة ؟ موضوع اليوم من أهم الموضوعات .
الجانب القانون ؛ المقصود من أمانة الكلمة ومراعاة أمانة الكلمة أن يحرص كلا منا على أمانة الكلمة وأثرها على الناس وعلى المجتمع .
هل الزم القانون مراعاة الأشخاص أمانة الكلمة ؟
نعم القانون فرض علينا مراعاة الغير وعدم الإيزاء
بالكلمة أو السب أو افعال يترتب عليها أى اضرار ، كما يجب أن نراعي الأمانه فى عملنا ، الطبيب يراعي الأمانة مع المريض ، فيجب عدم إفشاء أسرار إطلع عليها بفضل مهنته فهذه أمانة ، المحاسب فى بنك يجب أن يكون امينا فى عمله ، الخاطب مثلا يجب أن يكون امينا فلا يحق له بعد فسخ الخطبة أن يفشي أسرار مخطوبته فيجب أن يراعي أمانة الكلمة .
المعلومة المطلوبة يتم المحاسبة عليها قانونيا ،
إذا إدعي شاهد وأدلي بمعلومات كاذبة ويوقع عليه
عقوبة شهادة الزور فى حال تم التأكد من كذبه وزور شهادته .
القضاء يستعين بالخبراء فى كل المجالات والمترجمين الذين يتم الإعتماد عليهم ويتم التأكد من الشهادات التى يتم الإدلاء بها ، وهناك عقوبات لمن يخون الأمانة .

من جانبها ذكرت د. تهاني أبو طالب ، أن القانون اهتم بأمانة الكلمة وواجه المعلومات المغلوطة ، وتعامل مع الكذب وترويج الشائعات ، وبينت أن القانون يوجب مراعاة أمانة الدقة في المعلومات في كل العلاقات، فعلى البائع والمنتج مثلا تبصير المشتري والمستهلك بعيوب المنتج، وعلى كل من يطلع بسبب عمله على أسرار كالطبيب والمحامي أن يمتنع عن إفشاء الأسرار التي أؤتمن عليها بسبب عمله، ويحق لمن تضرر من هذا الفعل أن يطلب من القضاء إلزام المخطئ بتعويضه عن هذا الضرر.

وتابعت د. تهانى ابو طالب حديثها عن ترويج الشائعات والكذب وقالت : يمكن أن تؤدي الشائعات إلى اضرار للأشخاص وتعكير الصفو والأمن العام بعد إنتشار الشائعة ، كنشر معلومات تزيد من إنتشار الخوف والقلق في المجتمع أو خلق فتنة طائفية ،
أو نشر بوستات من رجال ضد النساء أو من نساء ضد الرجال ، أو عندما تنتشر الفيروسات ، لذلك تم إصدار قانون تجريم الشائعات رقم 180 لسنة 2018 والذي يعاقب به كل من يقوم بنشر شائعات وأكاذيب يكون لها أثرا سلبيا على المجتمع.
فعلينا جميعا مواجهة نشر الشائعات ووقفها ولا نعيد نشرها ، فلابد من معرفة المعلومات والقرارات من جهات منوط بها نشر المعلومة كواليس إمتحانات وغيرها ، أى لابد من التثبت من المعلومات من مصادرها الأساسية .
وأضافت : واجه القانون كل المواقف التي يدلي فيها الأفراد بمعلومات مغلوطة تضر بالآخرين بعقوبات رادعة كشهادة الزور أمام القضاء الجنائي والمدني في تعاملات مالية ، أو شهادة الأطباء ومن يعاونهم في أمر يخص عملهم ، وكذلك الخبراء الذين يستعين بهم القضاء في أمور فنية كالمهندسين وخبراء الخطوط والمترجمين ، لأنهم جميعا إن لم يراعوا أمانة الكلمة ستضيع بسببهم الكثير من الحقوق، وتزيد أهمية أمانة
الكلمة على الجانب الآخر من حياتنا ، حيث نعيش ثورة رقمية تجعل الخبر أو المنشور بين يدي آلاف الأشخاص في دقائق معدودة، وبالتالي يزداد قدر الضرر المترتب عليه إن كان غير دقيق أو مُضَلِّل لم
تراع فيه أمانة الكلمة .

د. سناء السيد :
الفرق بين الحلال والحرام والإستقرار والفوضى والحق والباطل والزواج والطلاق وغيرهم كلمة لذا علينا التحكم في ألسنتنا لننجى جميعا .
هل يكب الناس على وجوههم إلا حصاد السنتهم بسبب الغيبه والنميمة التى حرمها الإسلام ، بذلك يجب الحظر من ذلك ، الحب احدكم أن يأكل لحم اخيه ميتا ، يجب على كل إنسان أن يتثبت من معلومات قبل نشرها أو الحديث عنها .
” إذا جاكم فاسق بنباء فتبينو ”
من جانبها أوضحت د. سناء السيد : أن الكلمة يرفع الله بها أقوامًا ، ويحط بها آخرين ، فبالكلمةِ يدخل العبد في الإسلام ، وبها يخرج ، وبها يفرَّق بين الحلال والحرام، وبها تنفَّذ الأحكام، وبها تُستحَلُّ الفروج وبها تحرم، وبها يجلد القاذف وبها ينطق الشاهد، وبها ينصر المظلوم ويقتص من الظالم ، وبها يُؤمر بالمعروف ويُنْهى عن المنكر ، وبها تثبت الحقوق وتُحقن الدماء، وبها تشتعل الحروب ، وبها تتوقف ، وبها يتم البيع .
وأضافت : وسوس الشَّيطان لأبينا آدم وأمِّنا حواء بكلِمة ، فكان الخروج من الجنة ، وتابع إبليس نشاطه فوسوس لقابيل بكلمة ، فقتل أخاه هابيل وفي المقابل كانت الكلمات من سورة طه سببًا في إسلام الفاروق عمر رضي الله عنه وكانت كلمات مصعب بن عمير رضي الله عنه العذْبة سببًا في دخول نِصْف أهل المدينة المنوَّرة في دين الله الحقّ .

وفى تنويه سابق للندوة قال الأستاذ الدكتور/ عبد المنعم فؤاد إن البرامج الموجهة للمرأة والأسرة بالجامع الأزهر ، تناقش جميع القضايا التي تهم الأسرة والمجتمع ، وفي مقدمتهم المرأة بوجه عام والمسلمة والعربية بوجه خاص ، وتضع روشتة علاج لجميع مشكلاتها ، مؤكدا أن هذه الندوة هي ثاني ندوات الموسم الثالث عشر ضمن البرامج الموجهة للمرأة والأسرة.
وأوضح المشرف على الرواق الأزهري ، أن هذا الموسم هو استكمال للمواسم الإثنى عشر الماضية ، وسوف يحاضر فيه نخبة مميزة من المتخصصين في علوم اللغة بجانب الخبراء والمتخصصين في فن العلاقات الأسرية والصحة النفسية والاجتماعية، موضحا أن المحاضرات تعقد كل سبت وتتناول محور من محاور العنوان الرئيسي للبرنامج على مدار شهر كامل بإجمالي ٤ محاضرات.
ولفت إلى أن الرواق الأزهري يقف على جميع القضايا التي تهم المواطنين والأمة الإسلامية بأكملها وفق توجيهات فضيلة الإمام الأكبر .
وأوضح أن الحضور يقتصر على النساء فقط، والإلتزام بالحضور في كامل محاضرات البرنامج ، إنه سوف يتم تمنح الحاضرات في نهاية البرنامج شهادة اجتياز معتمدة من الجامع الأزهر .
وأضاف أن قضايا المرأة والأسرة تحظى بإهتمام ملحوظ من الجامع الأزهر ، وفقا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر ووكيل الأزهر ، موضحا أنه خلال السنوات القليلة الماضية دشن الأزهر العديد من الملتقيات العلمية والندوات التوعوية ، التي تناقش الكثير من القضايا التي تهم المرأة والطفل والأسرة بأكملها.