منذ أيام طالعت لقاء تليفزيونياً للصحفي الإسرائيلي في “مجلة 972+” يوفال أبراهام؛ حول تحقيقه الصحفي حول كيفية عمل الجيش الإسرائيلي في غزة وتوظيفه لتقنيات الذكاء الإصناعي في استهداف المدنيين، حيث تطرق إلى نظام الذكاء الإصطناعي الذي يعرف بـ”حبسورا”، ما يعني “الإنجيل” باللغة العبرية، والذي يعد نظام واحد من بين عدة أنظمة تشكل بشكل أساسي آلات إنشاء الأهداف، وآليات عملها التي تتمثل في مسح وجمع المعلومات من جميع سكان غزة والبالغ عددهم 2.3 مليون شخص، وكيف تحسب هذه الأنظمة احتمال أن يكون هناك فرد معين مرتبط بحماس، واحتمال أن يكون فرد معين مرتبطًا برقم هاتف معين على سبيل المثال؛ وأنهم يفعلون ذلك على نطاق واسع، ويولدون مئات الأهداف كل يوم.
“أبراهام” قال ايضاً في لقائه لقناة “سي إن إن” الأمريكية، إن بعض المصادر أخبرته بأن الجيش يعلم أن هذا النظام ليس دقيقًا دائمًا وأن السياسة ليست سياسة خالية من الأخطاء؛ وهو تحقيق صحفي يعد بمثابة وثيقة تدين الكيان الصيوني وجرائمه في غزة وفلسطين واستهدافه للمدنيين؛ وليس للمواقع التابعة لحماس وحسب.
بحسب مركز “كارنيجي للسلام الدولي”؛ تتعدد الإنجازات الإسرائيلية في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي ما بين التطبيقات المدنية والأمن القومي. والواقع إن مظاهر الحداثة التي تشهدها الدولة العبرية بفضل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتي تتجلي في السيارات ذاتية القيادة ووسائط الحرب الالكترونية وتكنولوجيا الاستخبارات والمعلومات وأنظمة الأسلحة ذاتية الإطلاق تعزز القدرة العسكرية للبلاد.
أما على الصعيد الأمني فتعتمد صناعة الأمن الإسرائيلية على علاقتها الوثيقة مع “جيش الدفاع الإسرائيلي” لتعزيز عمليات البحث والتطوير والتنفيذ لكل ما يستجد من تقنيات. وكجزء من عملية “التغذية المزدوجة”، تقوم وحدات التكنولوجيا العسكرية الرائدة في جيش الدفاع الإسرائيلي بتجنيد خريجي المدارس الثانوية الموهوبين وإلحاقهم بالخدمة العسكرية، حيث يتلقون التدريبات والخبرات الكبيرة التي تساعدهم عقب تسريحهم من الجيش على الالتحاق بالشركات الناشئة المختصة، في أغلبها، في مجالات الأمن السيبراني أو تأسيس شركاتهم الخاصة في المجال ذاته.
نعود مرة أخرى للصحفي” أبراهام” الذي أشار إلى أن “الإشراف كان للتحقق مما إذا كان الهدف الذي أنشأه الذكاء الاصطناعي كان ذكرًا أم أنثى. إذا كانت أنثى، فإنهم يعلمون أن هذا خطأ بالتأكيد، لأنه ليس من المفترض أن يتم إنشاء النساء كأهداف.
وإذا كان ذكرًا فسيأذنون بذلك. لأنه، وفقًا لهذا المصدر، ليس الأمر دقيقًا 100% ولكن من المحتمل أن يكون هذا شخصًا من حماس. وفي كل واحدة من الغارات التي تمت الموافقة عليها، كان هناك مدنيون يُقتلون أيضًا”، حسبما أفاد”؛ وهو ما يستدعى أن نتسائل حول موقف الدول الأوروبية التي تتعاطف ما يفعله الكيان الصهيوني في حق المدنيين في غزة وفلسطين خاصة وان للاتحاد الأوروبي سبق الريادة فيما يتعلق بوضع السياسات التي تحكم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الدولية، كما يتضح من قانون تنظيم الذكاء الاصطناعي الذي اقترحته المفوضية الأوروبية في 2021؛ والترويج للاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي وتحويل هذه الفكرة المجردة من نظرية إلى واقع معاش، وموقف الإعلام الدولي والعربي في البحث عن إجابة حول تقييم مخاطر هذه التكنولوجيا على المجتمعات لا سيما في أوقات النزاعات والصراعات مثلما يحدث في غزة.